تهمل كثير من الشركات إرشاد الموظفين الجدد. فكيف تستثمر أول أسبوع لتنجح في وظيفتك الجديدة وتكتسب ثقة زملائك دون انتظار مساعدة؟
لا تتيح كثير من الشركات دليلًا استرشاديا رسميًا ومكتوبا لمساعدة موظفيها الجدد على النجاح والتأقلم في أول أيام الوظيفة. ومن النادر أن يحصل الموظف على بعض الأسابيع للتعرف على بيئة العمل ومستهدفات الشركة ومقابلة الزملاء.
لذلك، إن أردت النجاح وإثبات قيمتك فمن المهم أن تبادر بنفسك إلى تولي مسئولية انخراطك في فريق العمل والتعرف على ما تريده من معلومات دون انتظار أو خجل، فالمعلومات التي تريدها لن تصلك في طبق من ذهب، وتوظيفك في الشركة سببه في الأصل انشغال فريق العمل فيها بشكل كامل لخدمة العملاء وحل المشكلات.
في هذا المقال 6 مبادئ عملية واجبة التطبيق في أول أسابيع وظيفتك الجديدة.
1- وحدك المسئول عن نجاحك في وظيفتك الجديدة
لا أحد يهمه نجاحك أكثر منك، وكل طاقم الشركة التي تعمل فيها مشغول بمهامه وواجباته. عليك أن تبادر بإظهار الحرص على الوصول إلى المعلومات والتعرف على نظام العمل في الشركة بنفسك. علاوة على أهمية هذه المبدأ في استقرارك وفعاليتك في وظيفتك، تضمن لك عقلية المبادرة والسؤال النشط رضا المديرين وأصحاب الأعمال.
ضع أمامك هذه الأسئلة وابحث عن أجوبتها:
- ما هي المعلومات التي تحتاجها لبدء المساهمة في حمل أعباء فريق العمل؟
- ما الوثائق والمستندات التي تريد الوصول لها؟ (منيو – طرق تحضير – جدول فعاليات – قائمة عملاء – قائمة بالعروض – وغيرها)
- ما الفرضيات التي بدأت في تطويرها عن طريقة العمل في الشركة؟
- ما هو الإنجاز السهل الممكن تحقيقه في شهرك الأول؟
- ما المشاريع والخطوات التي قد ترغب في بدئها أو إيقافها أو الاستمرار فيها في ضوء الموارد المحدودة للشركة؟
- ما هي الأسئلة الرئيسية التي لا زلت تحتاج إلى أجوبة لها؟
2- ابدأ المشاركة بوجهات نظرك في تطوير الخدمات والأداء
يكتفي معظم الموظفين الجدد بطرح الأسئلة وانتظار الأجوبة، لكن المشاركة بآرائك وأفكارك وملاحظاتك منذ اليوم الأول مبدأ عملي مهم. فما تشاركه من أفكار وآراء هو مصدر جديد قيّم للأفكار ينعش النقاش ويفتح لك باب الحديث مع الزملاء والاستفادة من خبراتهم حتى ولو كنت مخطئًا.
اكتب في مذكرتك:
- ما تتفق وتختلف معه
- أفكارك وملاحظاتك لتطوير الأداء وإرضاء العملاء
- أسئلتك وتخميناتك
3- تفاعل مع ما يصلك من معلومات ولا تكتفِ بدور المستقبِل
في أول أيام وظيفتك الجديدة، قد يرسل لك زملاؤك الكثير من المستندات والمعلومات المتعلقة بالمشاريع الجارية والمهام المطلوبة. لا تكتف بدور المتفرج أو المستقبِل لهذه المعلومات، فزملاؤك يتوقعون منك المساهمة في دفع عجلة الإنتاجية وتحقيق المطلوب، وهذا ما وظفتك الشركة لأجله.
ادرس ما يصلك من معلومات وابدأ التفكير في كيفية البناء عليه بحلول فعالة وأفكار جديدة تساعد الفريق على الوصول للأهداف، ثم اطرح أفكارك بشكل مرتب ومهذب في أول اجتماع مع الزملاء أو عبر قنوات التواصل الداخلي في الشركة.
4- واصل جمع المعلومات ومشاركة الآراء للوصول للإجابات وكن صبورًا
كموظف جديد سيكون لديك العشرات من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات. مهمتك أن تصل إلى إجابات هذه الأسئلة عبر الملاحظة والسؤال ومشاركة الآراء. ستحتاج في هذه الرحلة إلى الصبر والاستمرارية وتجنب التسرع في الوصول إلى الاستنتاجات، فالوصول للإجابات ليس فوريا. لكن تأكد أن فريقك سيسألك قريبًا عن آرائك وتوصياتك.
تذكر أنك لا تحتاج لإجابة كل الأسئلة في الأسبوع الأول، لكن اعلم أن خير وسيلة لبناء الثقة وكتساب ود الزملاء هي المبادرة والتفاعل النشط منذ اليوم الأول.
5- عند التحضير للاجتماعات افترض أنك مدير الاجتماع
تختلف عقلية وتصرفات المشارك في الاجتماع عن عقلية من يديره. لذلك من المهم أن تسأل نفسك “لو كنت المكلف بإدارة الاجتماع كيف سأوجه الدفة؟” يضعك هذا السؤال في موقف نشط مبادر، ويساعدك على اكتساب احترام زملائك الجدد، لأنك ستظهر بمظهر المجتهد الذي لا يعامل أول أسابيع وظيفته كنزهة أو فترة انتظار خامل.
6- حدد اختصاصك وما يصاحبه من قرارات مستقبلية
بنشاطك ومبادرتك ستتراكم المعلومات أمامك بمرور الوقت فهل كلها مهمة ومؤثرة في نجاحك؟ الإجابة بالقطع هي: لا.
ليست كل المعلومات بنفس الأهمية، لذلك يجب أن تتعرف في أول أسبوع على اختصاصك ودورك في الشركة وما يصاحب ذلك من قرارات وتوقيت هذه القرارات. يساعدك تحديد نوع القرارات والمسئوليات المتوقعة منك على ترتيب أولوياتك، وتسليط الضوء على معلومات معينة واستبعاد ما لا يهمك.
باتباع هذه المبادئ العملية الستة ستكون قادرًا على:
- إظهار قيمتك وخبراتك
- تدعيم ثقتك في نفسك واكتساب ثقة زملائك الجدد فيك
- تحقيق تغيير وأثر إيجابي سريع