هل شعرت يوما بالضياع والارتباك خلال التفكير في مستقبلك المهني والتخصص الوظيفي؟ لا تقلق، لست وحدك.
يعاني معظم الشباب والطلاب والباحثين عن عمل الحيرة والارتباك خلال اتخاذ قرار اختيار التخصص المهني. تشمل الأسباب غموض البدايات المعتاد، والنصائح السيئة مثل نصائح اتباع الشغف وحده، أو التقليد الأعمى للمجتمع وما يريده منك المحيطون بك، أو التجربة العشوائية دون هدف أو خطة.
لكن الصعوبات والحيرة ليست حتمية لا مفر منها..
وهذه 6 مبادئ عملية قد تسهّل عليك “رحلة” اختيار الوظيفة والتخصص الذي يناسبك وتجنبك الحيرة وعواقب القرارات الخاطئة:
1- لا تتبع شغفك وحده
بينما يعد شغفك وحبك للمجال الذي تعمل فيه قوة دافعة هامة، سيقودك الاعتماد على الشغف وحده إلى المشكلات والصعوبات.
انتبه إلى أنك في بداية الطريق، وأنك لا تعرف بعد ما الذي أنت شغوف به لأن خبرتك وتجاربك لا تكفي. ووجه أغلب اهتمامك إلى الجوانب العملية الهامة مثل:
- مستقبل التخصص أو الوظيفة التي ستختارها.
- احتياجاتك المادية والرواتب المتاحة.
- إمكانية تحقيق توازن بين العمل والحياة الشخصية خارجه.
سيساعدك التفكير في هذه الجوانب على الوصول لمسار مهني مناسب ومريح على المدى الطويل.
2- لا تجعل هموم الحاضر تنسيك المستقبل
كلنا يحتاج المال “الآن”، ويريد الاستقرار “اليوم”. لكن قصر النظر يفوّت عليك الفرص ويوقعك في القرارات الخاطئة.
مثال: بالتفكير في الحاضر فقط، قد تختار مسارًا أو مهنة ستنعدم الحاجة إليها في المستقبل القريب، أو وظيفة تتطلب التزامات لن تكون سعيدًا بتنفيذها على المدى الطويل.
3- قاوم رغبة التقليد ومحاكاة الآخرين
من الطبيعي أن تميل لتقليد من تتخذهم قدوة، أو أن تتأثر برغبات العائلة والمحيطين بك. لا ننصحك هنا أن تتجاهل ذلك، بل ننصحك أن تتجنب السماح لهذه المؤثرات بالسيطرة الكاملة على قرارك ومسارك.
4- راقب السوق ولاحظ ما تحتاجه الشركات والمنشآت
راقب ولاحظ واجمع البيانات والمعلومات عن اتجاه السوق واحتياجات الشركات. احضر المؤتمرات والمعارض، واستثمر مزايا معارض التوظيف. ابحث عن المميزين في التخصص الذي تفكر فيه، تكلم معهم، اسأل وتعلم، وضع النقاط فوق الحروف.
ركز 90% من جهدك على تكوين العلاقات والاحتكاك بالسوق، وستأتيك الأفكار وتتكون لديك التصورات الصحيحة بناء على ذلك.
5- اختبر نفسك وحدد مستوى قدراتك ومهاراتك
خلال مراقبتك للسوق واتجاهاته واحتياجاته، قيّم مستواك وقدراتك في المهارات في ضوء هذه الاحتياجات.
كن صريحا ودقيقًا وموضوعيا. واستخدم هذا التقييم لتقارن بين ما تملكه من مؤهلات، وما تحتاجه الوظائف والمسارات المهنية المختلفة.
ليس الهدف هنا أن تيأس أو أن تعجز عن الاستمرار لأنك لا تمتلك المطلوب، بل أن تحدد المسارات المهنية التي تناسب قدراتك الحالية، وتناسب قدراتك المستقبلية أكثر إذا بذلت الجهد في التعلم والتدرب لإتقان المهارات المطلوبة.
6- جرّب وتعلّم من كل تجربة
جرّب لتختبر تصوراتك عمليًا، وكن منفتحًا على تجربة التخصصات والوظائف المختلفة. لا تجرب بعشوائية، بل اجعل لكل تجربة هدفًا..
فمثلا: يمكنك تجربة العمل في وظيفة الباريستا لتحتك بتخصص إدارة المطاعم والمقاهي، أو أن تعمل في مجال إدخال البيانات لتتعرف على تخصص إدارة المتاجر الإلكترونية، أو أن تعمل كمساعد إداري لتعرف كيف تدار الشركات وكيف يفكر رواد الأعمال.
كن مرنًا في التجربة والسعي للوصول للتخصص المنشود. ثم إذا استقر عقلك بعد دراسة السوق والتجربة على مسار معين، كن عنيدًا ومثابرا في تطوير مهاراتك لتتميز في هذا التخصص.
7- استخدم خدمات ومنصات التدريب والتأهيل والتوظيف الحكومية
توفر وزارة الموارد البشرية عبر منصات سبل وطاقات وهدف وقوى وغيرها عشرات الخدمات الإلكترونية التي تسهل اختيار التخصص المهني والتدريب والبحث عن عمل على المواطنين السعوديين. تهدف هذه المنصات لدعم التوطين ورفع كفاءة الكوادر السعودية، وقد تناولنا في مدونة مرن هذه الخدمات الإلكترونية بالتفصيل.
الأسئلة الشائعة وإجاباتها
ماذا يعني المسار الجامعي؟
يطلق مفهوم المسار الجامعي على مسار الدراسة والتعلم الذي يتبعه الطالب أثناء سعيه لإتقان مجال ما أو الحصول على درجة جامعية معينة. يشمل ذلك التعليم النظامي في الجامعات وقد يشمل ما يصاحب ذلك من تعلم ذاتي ودورات تدريبية إضافية في المجال المنشود.
ما الذي يجب مراعاته عند اختيار التخصص الجامعي أو المهني؟
قبل اتخاذ القرار لا بد أن تضع في اعتبارك مجموعة من العوامل والمعطيات منها:
- مهاراتك وقدراتك الحالية.
- الوظائف المطلوبة في مكانك والبلاد الأخرى حاليا.
- اتجاهات السوق: مستقبل الوظائف المختلفة وحاجة المجتمع لها.
- الرواتب والمميزات المادية التي يوفرها لك التخصص أو المهنة.
- تفضيلاتك الشخصية وما تستمتع بالقيام به.
- إمكانياتك المتعلقة بالقدرة على التعلم واكتساب المهارات المطلوبة للوظيفة في المستقبل القريب.
- ما توصلت إليه من معلومات عبر التدرب والتجربة والاحتكاك بالسوق.
تذكر أنه لا بأس من تغيير رأيك أو إجراء تعديلات على طول الطريق. أهم شيء هو الاستمرار في الاستكشاف والتعلم، والإيمان بقدرتك على اتخاذ القرارات الصحيحة.
هل من الممكن دراسة تخصص آخر بعد التخرج؟
نعم، يمكنك دراسة خبرات وتخصصات مختلفة بعد التخرج من كليتك.
يختار العديد من الأشخاص تغيير حياتهم المهنية أو متابعة تعليمهم في مجال مختلف بعد أن يكونوا قد حصلوا بالفعل على درجة علمية. يُعرف هذا باسم “التحول الوظيفي”.
قد تكون العودة إلى الجامعة أو أخذ دورات في مجال جديد التزامًا كبيرًا ومرهقا، ولكنها قد تكون أيضًا تجربة مجزية تفتح لك فرصًا جديدة وتساعدك على التطور مهنيًا.
إذا كنت مهتمًا بدراسة تخصص مختلف بعد التخرج، فقد تفكر في التسجيل في برنامج الماجستير أو أخذ دورات عبر الإنترنت أو في كلية محلية أو المشاركة في ورش العمل أو برامج الشهادات.
وقبل اتخاذ أي قرارات، من المهم إجراء البحث والنظر في المعطيات مثل وظيفتك الحالية والوضع المالي والوقت والجهد اللازمين لمتابعة التعليم الإضافي وسوق العمل في المجال الجديد الذي تريد تعلمه.
ما هي التخصصات المتوقع زيادة الطلب عليها في السعودية؟
لعوامل منها تطور التقنية والذكاء الاصطناعي وكذلك أزمة المناخ، قد يزيد الطلب على تخصصات منها:
- تحليل البيانات.
- تطوير البرمجيات والروبوتات.
- الأتمتة والتحول الرقمي.
- الرعاية الصحية وطب المسنين.
- التسويق والتجارة الإلكترونية.
- العلوم البيئية وعلوم الطاقة المتجددة.
- الأمن السيبراني (Cybersecurity).
هل من المفيد تغيير التخصص الجامعي بعد اختياره؟
نعم قد يفيدك ذلك إذا التحقت بتخصص معين ثم وجدت أنه لا يناسبك. ليس الالتزام بالتخصص الذي اخترته فرضا، لكن الواجب عليك ألا تتخذ هذا القرار إلا بعد تفكير وموازنة بين التخصص الحالي والتخصص الجديد الذي ستلتحق به.
هل يمكنني العمل في تخصص مهني يختلف عن تخصصي الجامعي؟
نعم، وهذا شائع. الحياة رحلة من التجريب والاختبار، ولست مضطرًا للعمل في نفس مجال تخصصك الجامعي إذا كنت قادرًا على التميز في مهنة أخرى توفر لك ما تريده من عوائد مادية ومعنوية. يمكنك تجربة المجالات المختلفة عبر: